الأربعاء، 26 أغسطس 2009

فانوس في الخاصرة



اليوم كان طويلا للغاية .. متنفس الهروب من العمل لم أجد له مكانا .. والقادم يبدو أصعب .. ولا هم .. الحياة تحتمل الجميع .. في الفكرة كان الهرب الى مطرح .. حيث المنطقة التي أحب رغم يقيني بوجود الإزدحام البشري (الذي أكره) إلا أن وعدا لم يتم لسبب أو لآخر .. الآلآم تداهم مفاصل إعداد بقايا (شخطات العمل) .. ذلك أصبح جزء من يومي .. يبدو أنني بحاجة لعطلة طويلة ..
ما أفرحني كثيرا .. التفاعل الكبير مع ما كتب معاوية الرواحي عن واقع الإعلام الذي اتخذته أو اتخذني (مهنة) .. مع ما عانيته وأعانيه في جنباته .. إلا أن لذة حاضرة دائما .. حيث الإستماع لــ شكوى مواطن وتمريرها عبر الصفحات (مع ما يوجع فيها)، أو كتابة موضوع ميداني، أو الحديث هاتفيا من أجل الحصول على خبر مع مسؤول (يعطيك من طرف اللسان حلاوة) .. مع يقينك أنه يكذب .. وهذا من يوميات لذيذة مع (مهنة البحث عن المتاعب) التي قادتني للتحقيق أكثر من مرة .. اخذت (البراءة الأمنية) بعدها، ذلك أني أحضرت (شعرة) من رأس (حبيبتي الوهمية) وأحرقتها أمام باب غرفتي الفوضى .. (أعتقد أنها كانت شعرة سقطت من رأس هندية جاءت مصابة بأنفلوانزا الخنازير للعيادة المجاورة المزدحمة بحالات مشابهة) ..
في العمل .. العيون بارقة في صياغة الصفحات .. وأصوات (عمانية) من هنا وهناك تسابق انكسار ضوء الشمع من أجل انجاز صفحات تخرج في اليوم التالي للقراء .. جميع اللهجات تقريبا حاضرة في الموقع .. وانسجام الأصوات تمت دوزنت عقوده عبر مراحل مستمرة الى الآن ..
بين كل هذا وذاك تحضر في ذاكرتي مطرح .. حيث التصاق القلب بشاطئها وتمازج نوارسها مع الأسماك التي تبدو هذه الأيام رائدة في حبل (السرقات) الممتد بين الأجهزة الحكومية .. (ما علينا)..
زاوية مكتبي تكشف بعضا من (أرصدة المال الحكومي) .. وإغلاق الشارع الذي بجانبي مع أصوات سيارات الشرطة يخبر أن (نقودا) أو (ذهبا) في الطريق الى هنا .. أراقبهم أحيانا حيث تدخل الشاحنات العملاقة في بهو (البنك المركزي) .. بعدها أَضطر لوضع السماعات لأدير أصبع موقع (يوتيوب) على الرائع وديع الصافي:
(( على الله تعود على الله .. يا ضايع في ديار الله .. من بعدك انت يا غالي .. مالي أحباب غير الله)) ..
أستحضر بعدها صوت أمي .. التي لم أرها منذ أشهر .. مع سحب (مسقط الأسمنية) لي .. وهذا (عذرا قبيحا) في حق قديستي الرائعة.. أغرق بعدها في ذاكرة الطفولة .. و (الزوجة) التي تناديني بها دائما .. ذلك أن الدور الآن علي بين صفة أخواني يحفظهم الرب .. (مع العلم أن اثنان منهم سبقاني للزواج وهما أًصغر مني) ..
صدقت أمي .. ربما أنا بحاجة لحبية .. زوجة .. بعيدا عن شتات الوحدة .. ولكنها لم تأخذ اعتبارا أني مررت بتجربة كادت تودي بي للهاوية لغلطة (ألصقت بي) لم أرتكبها وظهرت لي حقيقة (ان كيدهن عظيم) ..

يتبع لاحقا..